السلام عليكم ورحمه الله وبركاتهرغم موجة العولمة ورغم صرعات الموضة .. لم تتغير أساسياته وثقافته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الأبيض والأسود...لونان تقليديان وموحدان يميزان الأزياء السعودية عن كثير من أزياء الشعوب العربية الأخرى.
ففي الغالب تجد اللون الأبيض لزي الرجل والأسود لزي المرأة، ولكن عند قدوم فصل الشتاء تتغير الأحوال وتتبدل الألوان، فيستغل الشباب هذه الفرصة للتحرر من الزي السعودي التقليدي ويتجهون إلى تلوين ملابسهم لمواجهة برد الشتاء، كلٌ حسب ميوله ومزاجه!
للأشمغة... ثقات!ويتألف زي الرجل السعودي التقليدي من أربع قطع، منهم إثنان فقط رئيسيان:
الجلباب أو الثوب، والذي عادة ما يكون لونه أبيض في الصيف، وداكن في الشتاء.
الشماغ أو الغترة، وهما عبارة عن قطعة من القماش مربعة الشكل، وعند كيها تطوى على شكل مثلث متطابق الضلعين وتوضع على الرأس ثم يوضع عليها العقال لتثبيتها، ومن ثم تتدلى أطرافها على الظهر والأكتاف. ويطلق عليها (شماغ) إذا كان الأحمر هو اللون الغالب، أما إذا كان لونها أبيض فتسمى (غترة).
البشت أو المشلح... وهي عباءة واسعة ذات أكمام تلبس فوق الثوب وتغطيه بالكامل، وتتنوع ألونها ما بين الأبيض، الأسود، البني، والذهبي.
الدقلة.. وهي رداء آخر مثل المعطف الطويل، مشابه للثوب ويُلبس فوقه، وعادة ما تكون ألوانها قاتمة لأنها تلبس في الشتاء.
ونظراً لإتساع المملكة العربية السعودية فإن هناك تنوعاً كبيراً في مناخ مدنها، ووفقاً لهذا التنوع تختلف ألوان الملابس. فالألوان الداكنة تجدها في المناطق الشمالية والشرقية حيث البرد الشديد، أما باقي المناطق فتميل للألوان الفاتحة.
والشباب تأتي ألوانهم على حسب أهوائهم أو موضة هذا الشتاء!
تمرد على الثوب الأبيض!فمثلاً يرى محمد الفهيد (22 سنة) أن تنوع ألوان الملابس خلال فصل الشتاء يرجع إلى سببين، أولهما، قدرة الملابس الملونة على امتصاص الحرارة والإحتفاظ بها وبالتالي تدفئة الأشخاص الذين يشعرون بالبرد.
أما السبب الثاني فهو حب الشباب للتمرد على المألوف، والذي ازداد مع انتشار الفضائيات والإنترنت والإنفتاح على العالم. والتحرر من الزي التقليدي أحد أشكال هذا التمرد، ولكن الأمر يأتي تدريجياً. فربما تكون البداية في ألوان الملابس ثم يتبعها بعد ذلك الإختلاف في التصميم والنوعية نفسها..!
ويرجح محمد بلال (24 سنة) السبب الثاني ويجده الدافع الأقوى لدى الشباب، مشيراً إلى أن تفضيل الألوان في فصل الشتاء، هو مجرد هروب من تكرار اللون الأبيض وحب في التغيير والخروج عن المألوف، وليس لمواجهة البرد.
ويدلل على ذلك بأن معظم الشباب يشترون أقمشة وملابس في نفس خفة الثوب الأبيض، بينما يعتمدون على الملابس الداخلية الأكثر سمكاً كوسيلة لتحقيق التدفئة المطلوبة!
Blue Jeans!وعن ملابس الشتاء يقول محمد حميد (25 سنة): "يعتبر الشباب فصل الشتاء بمثابة بالونة اختبار، حيث يقومون فيه بتجربة كل ما هو جديد في عالم الأزياء والألوان لمعرفة مدى تقبل المجتمع لها.
ولا سيما أن كل الألوان مسموح بها في عُرف المجتمع خلال فصل الشتاء، ولكن في كثير من الأحيان لا يستطيع الشباب ارتداء كل ما يرغبون في ارتداءه أثناء عملهم في المقرات الحكومية أو في المناسبات الرسمية، مثل الجينز..!".
أما محمد سليمان (24 سنة) فيوضح قائلاً: "بدأ الشباب يتغلب على هذه العقبات بأسلوبه الخاص. فمثلاً هم يحبون ارتداء الجينز الذي لا يسمح به في أماكن العمل والمناسبات الرسمية، ونظراً للسماح بارتداء ألوان مختلفة خلال فصل الشتاء فقد تم تصميم أثواب بنفس التصميم التقليدي للثوب السعودي الأبيض، ولكن من قماش الجينز، لأن الجينز الأزرق (Blue Jeans) هو موضة هذا العام"..!
ويرى محمد أن هذه الرغبة المُلحة في تلوين الملابس ترجع أيضاً إلى أن الألوان تعبر إلى حدٍ ما عن شخصية مرتديها، وهو ما لا يحققه اللون الأبيض الموحد الذي يرتديه معظم السعوديين.
إلا أن محمد الربيعي (26 سنة) يرى أن الصورة ليست بهذا الشكل حيث يقول : "أي من الشباب يستطيع أن يرتدي ما يريد، ولكن في غير مواعيد دوام العمل بالمقرات الحكومية أو المناسبات الرسمية. أما اندفاع البعض للتمرد على الزي السعودي ما هو إلا تقليد وجري وراء هوس الموضة المتغيرة دائماً؛ فالزي الوطني يحمل في تفاصيله وتصميمه ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا".
شتوي.. Take Away!!إضافة للألوان المختلفة، فإن الملابس الشتوية تتميز عن ملابس الآخرين بأنها رخيصة الثمن، إذ يقول فيصل عبد العزيز: "الشباب السعودي يبحث عن الثوب الشتوي رخيص الثمن، وذلك لأنه ثوب take away، بمعنى أنه يرتديه في موسم الشتاء لعام واحد فقط؛ لأن الموضة تتغير من عام لآخر".
كما يلجأ الشباب إلى عدد من التقاليع للخروج عن الشكل النمطي لملابسهم مثل، تطريز الثياب، أو استخدام ألوان وأشكال جديدة للغترة والشماغ".